" العنف الأسري"
العنف الأسري أصبح منتشرًا بجميع أنواعه، الامر لا يتعلق بتعنيف الأطفال أو التمادي عليهم بالضرب؛ فهمناك أشكال عديدة للعنف الأسري منها:
١_ شجار الأهل المستمر الذي يدمر صحة الأبناء النفسية ويؤدي بهم إلى النمو في بيئة تؤذي مشاعرهم، ومن المعروف أن ذاكرة الأطفال لا تنسى الأمور بسهولة، لذلك يكبر الطفل وفي قلبه ندبة لا يستطيع أحد أن يمحوها.
٢_ ومن أشكال العنف الأسري أيضًا الإستمرار في تحطيم الأبناء ومقارنتهم بغيرهم، لعل الكثير من الأهالي يغفلون عن هذا الخطأ الجسيم الذي يخلق من الإبن إنسانًا غير سوي يشعر بالنقص الدائم، إن التقليل من طموحات الأبناء وإنجازاتهم الصغيره لا يساعدهم ليكونوا أشخاص أفضل وإنما يفقدهم الثقة في أنفسهم ويزيد من حجم الفراغ في قلوبهم.
٣_ التفريق بين الأبناء، إنه خطأ يستهين به الكثير ولكنه فقط لا يدمر نفسية الأبناء وإنما يزيد الفجوة بينهم وقد يصل الأمر إلى كره الأبناء لبعضهم لا سيما إن كانوا أطفالاً لا يمكنهم التمييز بين الخطأ والصواب.
مما لا شك فيه أن كل حدث مهما بلغ صغره فإنها يبقى عالقًا في ذاكرتنا، وأننا نكبر تصاحبنا كل آلام الطفوله والتنشئه الصحيحه منذ الصغر هي أساس الأشخاص السويين.
_طرق تجنب إيذاء الأبناء:
لست بأهل الخبرة ولكن الجميع يجزم أنه ليس من المناسب للأبناء رؤية شجار أهاليهم بوسعكم الشجار بعيدًا عن الأبناء، كما بوسعك الثقة بهم وتشجيعهم على الخوض والتجربة وإن باءت بالفشل فعليكم دعمهم على المحاولة، نفسية الإنسان هشة بدرجة أن كلمة صغيرة يمكن أن تشكل فرقًا في حياته، من المعروف أن القسوة مؤذية بجميع أشكالها، لا تكن شخصًا قاسيًا في حياة ابنك أو ابنتك فتدفع بهم للبحث عن الحنية خارجًا او الإنعزال والتحول لشخص انطوائي، كلنا نستحق أهلاً جيدين، ومن المؤسف أن العنف النفسي من أكثر أنواع العنف انتشارًا وأنه الفئة الغالبة يتعرضون للعنف النفسي من عائلتهم لكنهم يفضلون الصمت، من المؤسف أن الكثيرون الآن يكرهون أهاليهم، من السهل تكوين أسرة ولكن من الصعب فهم كيف تدير هذه الأسرة، عندما يصل ابنك او ابنتك لمرحلة أنه يكرهك أعتقد أنه يجب مراجعة حساباتك، تقول إحدى دكاترة علم النفس طاعة الوالدين واجبة ولكن يجب أن تعين أبناءك على هذه الطاعة، تزايد عدد المنتحرين يوميًا بسبب المشاكل والضغوطات النفسية، الأمر يستحق الكثير من الإهتمام والتوعية، كثيرون من الأهالي يتذمرون بسبب انعزال أبناءهم على الهواتف دون التفكير في الأسباب التي دفعت بهم لهذا،والواقع أنه ما من شيئ ملفت في الهاتف ولكنهم يهربون به من عالمهم فيلجئ الكثير منهم للهاتف وآخرون يستمرون في النوم، ومع استمرار الإنعزال على الهاتف وعدم التعامل مع البشر يتولد لديهم خوف من الناس، ويرفضون التعامل التام معهم، أو يتحولون لأشخاص عدوانيين وغاضبين طوال الوقت، انتبهوا على أبناءكم فهم يتظاهرون فقط أنهم بخير رغم كل شيء، وتذكروا أن المجروح من أهله يصعب شفائه إن لم يستحيل.
بقلم المحررة: منال محمد