_______________________
تتشرف جريدة موج بعمل حوار صحفي مع الكاتبة
_______________________
الإسم:- إحسان عبدالقوي.
السن:- تسعة عشر عامًا.
اللقب:- لا يوجد لقب.
متىٰ اكتشفت قدرتك الإبداعية في الكتابة و كيف كان ذلك؟
قدرتي علىٰ الكِتابة كانتْ واضحة منذ الصغر، حيث كانت للتعبيرات المدرسية أثر كبير جدًا علىٰ معرفةِ موهبتي وصقلها.
ما الدافع الذي يشجعك على الكتابة؟ و ما الذي يلهم قلمك؟
الدافع الوحيد الذي يشجعني علىٰ الكِتابة هو أنَّ الكاتبَ لا يموت مِن الحياة، تبقىٰ كلماته حية في قلوب وأرواح مَن يقرأ له.
الذي يلهمُ قلمي مشاعري المفرطة، واحساسي المرهف، أي شيء قادر علىٰ لمس مشاعري أكتبُ عنه بِكُلِّ بساطة.
ماذا تعني لك الكتابة؟
كُلُّ حياتي، وأحلامي، الكِتابة لم تكن يومًا مجرد هواية لي، بل هوية.
ما هي طقوسك في الكتابة؟ و كيف تستحضر ذهنك لتبدأ في كتابة مقال أو خاطرة؟
ليس لديّ طقوس معينة، فقط أكتبُ في أيّ وقتٍ أو أيّ مكان تجتاحني الرغبة في الكِتابة، وترجمة مشاعري وقتها، فحين أكتبُ لا أستحضرُ ذهني دائمًا أنا لا أكتبُ بِذهني، بل أكتبُ بِروحي، لذا أكتبُ في أي وقت.
ما المعوقات التي تواجهك أثناء الكتابة؟
صعوبة فهم مشاعري، وما أريد كتابته في فوضىٰ المشاعر المتناقضة.
أود أن أرىٰ بعضًا من كتاباتك المميزة
تحت اقتباس: "وكَذبتُ حين مقولتي أنّي سعيد!"
اقتباسٌ ضَرَبَ مشاعري، وأَذابَ جَبَلَ التَراكُمَاتِ في قلبي، لقد تَعذبتُ كثيرًا كثيرًا جدًا، أن تتصنعَ السعادةَ لكم هو مرهقٌ للروحِ!
في البدايةِ كوني بَدأتُ بأولِ خطواتي في الحياةِ حاولتُ ألا أضعف، ألا
أكون محلًا للشفقةِ، لقد تظاهرتُ بِالسعادةِ، واللامبالاة، لكن كان في داخلي نار أذابتْ أحشائي!
بعدها لم أكن أحب أن يتدخلَ أحد بِحياتي الشخصية وجوانبها، لذا تظاهرتُ أيضًا بِالقوةِ؛ كي لا يعلمُ أحد عن آثارِ الدمارِ التي خلفتها تلك النار!
وهكذا استمرَ الحال، كنتُ أكذبُ، وللأسفِ صدقتُ كذبتي، وأقنعتُ نفسي بها، لقد حشيتُ رأسي بتلك الكذبات التي أنفقتها للغير، بِأني بخير، بأني سعيدة، بِأني في قمةِ فرحي وسروري، كلا لم أكن أنا هكذا، ولن أكون!
لقد أدركتُ ذلك، تيقنتُ بهذهِ الحقيقة، أتسائلُ الآن ما حكم مَن كذبَ وصدّقَ كذبتهُ؟
هل يأثمُ؟
هل يُغمَسُ في النارِ لأيمَانهِ الغليظةُ بأنَّهُ بخير؟
أم أن ما لاقاه في الدنيا كافي لتطهيره مِن ذنبهِ؟
حقُا أريدُ معرفة ذلك؛ كي اطمئنُ.
نادمةٌ أنا، لقد تبتُ حقًا، لكن حين يسألني أحدهم "هل أنتِ بخير؟"
تأبىٰ الكلمات الخروج مِن قلبي، تَجُوبُ أعماقي طاعنة لأعويتي الدموية،
شيءٌ ما هناك يقفُ علىٰ حلقي يأبىٰ الرجوع، ويأبىٰ الخروج!
أقفُ عاجزةً عن ضبطِ وكبحِ وقمعِ مشاعري وقتها لشدتها واضطرابها،
لكن لا أقدر، لا أقدر!
وأعودُ مِن جديد إلىٰ كذبتي المعتادة "نعم، أنا بخير"
حين أقولُ هكذا أشعرُ بِراحةٍ ضئيلةٍ جدًا، لماذا؟
لأني لم أعطِ المجالَ لما في داخلي للخروج، سيغرقُ العالمُ وقتها، أقسمُ بذلك!
أذكرُ قبل فترةٍ ليستْ بِبعيدةٍ لدرجةِ أن دموعي مِن يومها لم تجفْ مِن جفني،
لقد نمتُ بعد عناء وإرهاقٍ، ليس بدنيًا البتة، لقد كانتْ روحي هي المرهقة!
تلك الليلة حبستُ ألف شعورٍ في داخلي، عصيتُ وللمرةِ الأولىٰ دموعي،
لقد منعتُها، وليتني لم أمنعها!
استيقظتُ باكرًا علىٰ غير عادتي، لكني لم أشعر بأني استيقظتُ وقتها!
لقد جلستُ فترةً زمنيةً طويلةً جدًا بالنسبةِ لمَن يستيقظ، أول شيءٍ خطرَ علىٰ بالي عدةُ أسئلةٍ أنزفتْ قلبي الصغير "مَن أنا؟
ماذا أفعل هنا؟
لِمَ أنا هنا؟
ما سببُ وجودي؟
لماذا جئتُ إلىٰ الوجود؟"
وسلسةُ الأسئلةِ هذه لا تنتهي، كما وأن أجوبتها لا وجود لها!
أحاولُ كُلُّ صباحٍ تَقَبُلِ الأمر، والمضي في الحياةِ دون وجهة ولا هدف، لقد كانتْ لي خريطة للحياةِ لكنها تمزقتْ بين السطورِ التي كتبتها!
كيف ولماذا وأين؟
لا أدري!
رغم بساطة السؤال لكنهُ يُذيّبُ كُلَّ ما تكدسَ بِقلبي، لقد أصبحَ السؤال عن حالي مؤلمًا!
بالله عليكم مَن نزفتْ كلماتهُ كيف لهُ أن يكون بخير؟
لا أريد التظاهر أكثر مِن هذا، لا أريد أن أكذب مجددًا، لا أريد إخفاء مشاعري أكثر مِن هذا فإنها تعذبني في داخلي، لا أريد أيًا مما يدعوني إليهِ، لا أريد حقًا!
لقد تعبتُ، وأريدُ أن أَخُذَ قسطًا مِن الراحةِ، ربما سيستغرقُ ساعات، أو أيام، أو ربما أسابيع!
لكن لا بأس إن استمرَ قسط راحتي لسنينٍ، لعقودٍ آخرىٰ، لا بأس!
ما أريدهُ هو الكفُ عن سؤالي عن حالي فحالي ليستْ علىٰ ما يرام، لقد وصلتُ بها إلىٰ حَدِّ الإكتفاءِ، لا أريد أن ابتلعَ مشاعرًا أخرىٰ لستُ قادرةً علىٰ تحملها في داخلي!
- إحسان عبدالقوي.
الكتابة من المواهب الفطرية، هل تظن أنها من الممكن أن تكون موهبة مكتسبة؟
بالطبع الكِتابة موهبة فطرية نجدها عند الكثير مِن الناس، وبالطبع أيضًا يستطيع أي شخص أن يكتسبَ هذه الموهبة ما دام قادرًا علىٰ ذلك.
ما رأيك في هذه المقوله
( لتكون كاتب محترف يجب أن تكون قارئ جيد )
هل تظن أن هذه المقوله صحيحه أم أنه لا يوجد علاقة بين القراءة و الكتابة.
ليس شرطًا أن يكون الكاتب قارئ بالأصل، فربما هو وهذا ما أجده في نفسي أولًا، وأجده عند البعض، هو أننا نكتبُ مشاعرنا فقط، لا نحتاج لنقرأ الكتب كي نفهمَ مشاعرنا ونكتبها، القراءة شيء مختلف تمامًا عن الكِتابة بالنسبة لي، القراءة حافز للكِتابة فقط، حين أقرأ كتبًا مختلفة ومتنوعة، ولعدة كاتبين عظماء أستفيدُ مِن كل ذلك سياق الكلام، وصياغة الكلمات، والغوص أعمق في بحرِ اللغة اللامتناهي، واصطيادِ صور البلاغية الساحرة، واطلاق العنان لخيالنا الجامح.
ما هي معايير الكاتب الناجح بنظرك؟
أن يكتبَ بالفصحىٰ، لا أحب ولا أفضل الكِتابة بالعامية أبدًا، وأن تكون كتاباته مؤثرة علىٰ قلوب القارئين.
بعد مرور بضعٍ من الوقت في مجال الكتابة، هل ترىٰ أن لديك إنجازات تفتخر بها؟ و ما هي؟
بالطبع ودون شك، لديّ إنجازات بسيطة لكنها تعني لي الكثير، وحتمًا أفتخرُ بها جدًا، منها الأصدقاء الذين تعرفتُ عليهم في مجال الكِتابة، إنهم الإنجاز الأعظم الذي أفتخرُ به دائمًا، كما وأنَّ انجازي البسيط انضمامي سابقًا لمُبادرات مصرية، وهي مُبادرة يقين كاتب، ومُبادرة العظماء.
هل لديك هدف تسعىٰ للوصول إليه في مجال الكتابة؟ و ما هو؟
نعم، هدفي مِن الكِتابة ربما لو جلستُ طول عمري أن أشرحه ما كان يسعني ذلك، هدفي مِن كل ذلك هو إعادة الإنسانية لكل مَن فقدها، أن أمنحَ الخايف أمانه، وأن أعطِ المظلومَ حقه، وأن أجبرَ كسور الأرواح، وأجمعُ شتات الأنفس، وأعيد ترتيب الأحلام، بِإمكان الأحرف أن تفعلَ ذلك وأعظم، إنَّ الكلماتَ حقًا قادرة علىٰ كل ذلك، هذا إيماني ويقيني الأزلي والأبدي، أنا أسعىٰ لهذا حتمًا، بِالتأكيد لن أصلَ إلىٰ ذروةِ الحلم وحدي، لكني أغرسُ فكرتي هذه في قلوبِ مَن أعرفهم، عَلَّ أحدهم يكملُ الطريق بعدي.
من هو الشخص الذي يستحق أن تشكره لمساندتك في مسيرتك؟
القليل منهم فقط، ممتنة أنا بِجميع كلماتِ الإمتنان والشكر العميق، للصديقة التي كانتْ مستقرًا لأحلامي ومشاعري، وكانتْ لي الملاذ الدائم مِن ضجيجِ وفوضىٰ الحياة وأقدارها، هي مَن أخذتْ بِيدي لحلمي، هي مَن أمنتْ بي، وصدقتني، وغرستْ الثقة بِداخلي، هي ورغم بساطة كلماتها التي كانتْ تحفزني بها، وتشجعني بها، استطاعتْ حتمًا أن تشقَ لي طريقًا نحو حلمي، هي وحدها مَن تعني لي الحياة كلها، وأنا مدينة لها بِحياتي التي أنتشلتها مِن سراديب الحياة المظلمة، هي فقط مستقري وملاذي "سيدرا"
ولدي أيضًا مَن أشكرهم علىٰ دعهمم ومساندتهم لي، أصدقائي الإلكترونين الذين تعرفتُ عليهم في طريقِ كتابتي، لهم مني خالص الإمتنان والشكر الجزيل لإيمانهم بي وبِحلمي، ودعمهم الدائم والمستمر لي رغم أنها تفصلنا مسافات عدة، إلا أنَّ أرواحنا متأصلة في بعضها البعض، لكم جميعًا حروفي المشرقة.
من هو الكاتب الذي تأثرت به و بكتاباته؟
لا يوجد كاتب علىٰ وجه الخصوص، فجميعهم لامسوا روحي بِكلماتهم.
ما النصائح التي تريد توجيهها للكتاب المبتدئين؟
أن يستمروا وإن كان الطريق مظلمًا، النور بِداخلهم، أن يسعوا رغم تخبط الطرقات بهم، الوجهة والهدف بِداخلهم، أن يكتبوا ما يشعورا به، ليس عيبًا، اكتبوا فقط مشاعركم، ولا تتركوا لأنفسكم الفرصة للإستماعِ إلىٰ ما يقوله الناس عنكم، فقط أكتبوا لأنفسكم.
ما هو تعليقك على هذا الحوار؟ و هل لديك كلمة تريد توجيهها للجريدة؟
لقد كان رائعًا جدًا، ولقد سعدتُ بِإجراء هذا اللقاء الإلكتروني، أوجه رسالتي للجريدة أن تستمرَ أكثر في بحثها وسعيها عن مواهب مدفونة في الحياة، وشكرًا جزيلًا.
_________________________
رئيس التحرير:- مِـحـمد يـعـقــوب
المحررة الصحفية:- حـبيبــة عـــزوز