الكاتبة/رشا بخيت - نص بعنوان [سيأتي الحُلم في مشڪاة الفجر]

 *سيأتي الحُلم في مشڪاة الفجر*




يا رفيق، ضعْ هدفك نُصب عينك دائمًا، ابذل قصارى جهدك واضغَ في مُناك؛ لنيل ما تُريد، لا تيأس إن راوغتك خُطوب الدهر وأوصدت الحياة أبوابها أمام ناظرك، ليس ڪل عثرةٍ نهاية لرُبما تڪون إشراقة جديدة تُعينك على الإكمال، لا يهمك عدد الأخطاء التي ترتكبها ولا بطء التقدم الذي تُنجزه؛ فأنت متقدم مقارنةً بمن زال ثابتًا يرمق لحُلمه ولا يسعي لِلقاءه، فالنجاح لا يعطى بل يڪتسب، كن على يقين أنَّك إن لم تسعَ للحصول على ما تطمح إليه؛ فلن تحصل عليه، إن لم تطلب؛ ستڪون الإجابة دائمًا لا، لا تخشَ الفشل ولا تدفن وجهك في رڪام أحلام الماضي الفانية؛ فاجعله مرجعًا تستزيد به همتك وليس محل إقامتك، درَّب عقلك على رؤية الخير في ڪل موقف وعلَّم قلبك ألَّا ينهزم أمام أي هفوةٍ، تقبل واقعك، وانسَ ما ڪان وتحلَّ بالإيمان بأن الخير آت، وإن لم يأتيك ما أردت؛ ستنل ما يُنسيك ما فقدت، عندما يعد النظر إلى الوراء ليس مُثيرًا لاهتمامك؛ تيقَّن أنك صائب، إن لم تڪن مُتحمسًا لِدربك فهو ليس طريقك المناسب، الدروب جميلة بِذويها لا بِمَن يسير فيها، ليس ڪل ضجةٍ تدل على طِيب، ولا ڪل حشدٍ معقود بِفريد؛ فاتبعْ قلبك دائمًا واجعله عقلك رفيقًا ثانيًا، سِرْ في طريقك الذي تُنيره بصيرتك وليس ڪثرة عيون رفاقك، ثَمَّ مُخالفٍ لم يعرف ولڪن جميع من يُنحي مشاعره جانبًا؛ يفز بِلذة الوصول، لا يهمك إن وجدت نفسك وحيدًا في دربك لرُبما يڪون تم اصطفاؤك للنيل بالهبة الفريدة، جاهد واڪسبْ إن استطعت، واخسر إن اضطررت وإيَّاك أن تنسحب وإن ڪلفك السعي بخُطى مُهلڪة خير من العودة وتُمسي أحلام اليوم مصيرها ڪسابِقها من الأمـس، يا رفيق، عانق أمانيكَ مهما ذقت من تعب؛ فلا أحد نال ما يهوى دون تعب، دع شمس النهار تنير عتمة الماضي وتخلق شخصًا جديدًا بداخلك، ربما هذه المرة لا نفشل، ونَصِل لحُلم عُلِّق بالذهن وحاز من الفڪر ما يكفي؛ لنهرول إليه سعيًا، ڪُن حنونًا على نفسك ولا تزيد من صعوبة الحياة بقسوتك، أخطأت حينًا؛ لا بأس لقد تعلَّمت، خسرت؛ إذًا ستُعوض، فقدت جميعنا نفقد، توقف عن تضيق عيشتك بالأسى والندم، دعْ قلبك يستنشق هواء الأمل ليتغلغل نسيم البهجة لفُؤادك، الربيعُ دومًا يعقب خريف مُهلك تتساقط أحلامنا مجارةً لأوراق الشجر، تيقن أن لا شيء يبقىٰ على حاله، فالحياة تتغير تمامًا ڪالفصول•

الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، تارةٌ يُبهجك شروق شمسها ويزيد ناظرك أملًا قوة غروبها وهي مُڪللة بِروعة السَّلام، وتارةّ أخرۍٰ تصدمك بأحداثها وخُذلان رِفاقها، تشعرُ بأنَّ مسعاك ڪان في اتجاهٍ خاطئ، ويتبين أن منحك الود ذهب هباءً وسڪن عند مَن لا يُقدر، أمورٌ لا تُثبِّط خُطىٰ حُلمك فَحسب بل تجعلك تُعيد بعثرة مشاعرك و تُحجِّم ضيغان حُلمك على مسعاك، محنةٌ تُبصرك معادن من حولك ولڪن لا تزيدك إلا ثباتًا، مَن يظل في حياتك؛ يُضيئها، ومن يختلق أعذارًا؛ لوِّح له سلامًا، اهجرْ ما يُؤذيك ولا تلتفت، لا شيء يستحق أن تخوض معارك الحياة لأجله سِوىٰ روحك وحصول هدفك، لا بأس باللا مُبالاة حال ڪونه متعلقًا بِراحتك، ولا ضَرر من الوحدة إذا ڪان بِالحشد خُذلانك، غادر إن بقاؤك مُرهقًا، وابتعدْ إذا ڪان قُربك مُؤذيًا، عليك نفسك ولك حياتك، مُخيَّر فِيما تقضيها ومع مَن تسير فيها، قال السَّلف:  الرفيق قبل الطريق، وذلك لم يأتِ عبثًا، فَڪم من صديقٍ أنار عتمة أيامك ورافق قلبك حتى وصل لِربيع حالاتك، دائمًا نميل لِمن يهتم عندما يغفل الجمع، إذا جار الزمان؛ أنصفك، وإن عصفت بك الأيام؛ ثبت وثبَّتك، لِمن يفهم مغزىٰ حديثك من النبرة قبل الڪلام، تخطو بِجواره لِهدفك وتتخطىٰ وأنت متشبث بِساعِده ثُقل أحزانك، يُصادفك صدفة وتتيقن بأنه خير ما جادت به الصُّدف، حتمًا سَتصل يومًا لِذروة حُلمك وإن طال عهد اللقاء؛ فاسعَ ولا تجعل شيئًا يُفسد عليك لذَّة بهجتك، علِّق قلبك بهدفٍ لا بأماڪن ولا أشخاص؛ فڪلاهما لا يشمل قانونهما الثبات. 





ڪ| رشـا بخيت ” رُوچين “

جريدة_موج_الإخبارية.

تعليقات